بيان أقل مدة النفاس وأكثرها

تاريخ الفتوى: 20 ديسمبر 2022 م
رقم الفتوى: 7261
من فتاوى: الأستاذ الدكتور / شوقي إبراهيم علام
التصنيف: الصلاة
بيان أقل مدة النفاس وأكثرها

سائل يقول: زوجتي تعاني مِن استمرار نزول الدم بعد الولادة، وقد جاوزت أربعين يومًا؛ فكيف تتطهر من أجل الصيام والصلاة؟

إذا رأت زوجتُك الدمَ لأكثر مِن أربعين يومًا وكانت لها عادة معروفة في النفاس أقل من الأربعين؛ فإنها تُرَدُّ إلى عادتها، ويكون نفاسها قدر عادتها، وما زاد فهو استحاضة، ويلزمها حينئذٍ قضاء ما فاتها مِن الصلاة فيما زاد على عادتها، أما إذا لم تكن لها عادة معروفة؛ فَإنها تُردُّ إلى أكثر النفاس وهو أربعون يومًا؛ فيكون نفاسها قدر الأربعين يومًا، وما زاد عليها فهو استحاضة، وتغتسل بعد مرور الأربعين يومًا، ويحلّ لها حينئذٍ كلُّ ما حرم عليها بسبب النفاس مِن صلاة وصوم ونحوهما بعد أن تغتسل مِن النفاس، علمًا بأنَّ هذا التقدير خاص بأحكام العبادات مِن الصلاة والصوم ونحوهما، لا بأحكام العدة.

المحتويات

 

بيان المراد بدم النفاس

النفاس: هو الدم الخارج عقيب الولادة؛ لأنه مشتق مِن تنفس الرحم بالدم أو مِن خروج النفس، وهو الولد أو الدم والكل موجود؛ كما قال الإمام مجد الدين الموصلي في "الاختيار لتعليل المختار" (1/ 30، ط. الحلبي).

ما يحرم على النفساء

النفاس: حدثٌ تختص به النساء، ويحرم به عليهنَّ ما يحرم بالجنابة مِن الصلاةِ ولا يجب عليهنَّ أنْ يقضين ما فاتهنَّ بسبب ذلك، وقراءةِ القرآن، ومسِّ المصحف وحملِه، والطوافِ، واللبثِ في المسجد، والجماعِ، والصومِ ويجب قضاؤه بخلاف الصلاة، والمرورِ مِن المسجد إلا إذا أُمِنَ التلويث؛ كما قال القاضي أبو شجاع في متنه المسمى "الغاية والتقريب" (ص: 7، ط. عالم الكتب)، والإمام النووي في "منهاج الطالبين" (ص: 20، ط. دار الفكر).

التفرقة بين دم النفاس وغيره

ليس كلُّ دمٍ يخرج مِن رحم المرأة يُسَمَّى نفاسًا؛ فقد يخرج مِن رحم المرأة الدم ولكن لا على سبيل الصحة ولا بولادة؛ بل لاعتلالها ومرضها، وهو ما يُسَمَّى بدم الاستحاضة، وقد يخرج الدم مِن الرحم على سبيل الصحة والاعتياد، وهو دم الحيض.

أقلّ النفاس وأكثره

لا حدَّ لأقل النفاس باتفاق العلماء، وأما أكثره؛ فالمختار للفتوى: هو المقرر في مذهب السادة الحنفية، والحنابلة في المذهب؛ مِن أنَّ أقلَّ مدة النفاس لا حدَّ لها، وأنَّ أكثرها أربعون يومًا، وهو المروي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وعثمان بن أبي العاص، وأبي هبيرة عائذ بن عَمروٍ المزنيِّ، وأم المؤمنين أمِّ سلمة رضي الله عنهم، وبه قال ابن المبارك، وإسحاق بن راهويه، والحسن البصري، وإبراهيم النخعي، والليث بن سعد، وسفيانُ الثوري، وأبو عُبَيد القاسم بن سلَّام، وداود، واختاره الأئمة: ابن عبد البر من المالكية، وابن سريج وأبو علي الطبري والمزني من الشافعية.

واستدلوا على ذلك؛ بما روي عَنْ أَنَس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «وَقْتُ النِّفَاسِ أَرْبَعُونَ يَوْمًا إِلَّا أَنْ تَرَى الطُّهْرَ قَبْلَ ذَلِكَ» أخرجه الإمام ابن ماجه والدارقطني واللفظ له والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "المعجم الأوسط" عن جابر رضي الله عنهما، وفي "المعجم الكبير" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه.

وعَنْ أم المؤمنين أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَتِ النُّفَسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ تَقْعُدُ بَعْدَ نِفَاسِهَا أَرْبَعِينَ يَوْمًا» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو داود والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والحاكم في "المستدرك".

وعن مُسَّةَ الأُزْدِيَّة قَالَتْ: "حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ يَأْمُرُ النِّسَاءَ يَقْضِينَ صَلَاةَ الْمَحِيضِ فَقَالَتْ: لَا يَقْضِينَ؛ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ  وآلِهِ وَسَلَّمَ تَقْعُدُ فِي النِّفَاسِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لَا يَأْمُرُهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ  وآلِهِ وَسَلَّمَ بِقَضَاءِ صَلَاةِ النِّفَاسِ" أخرجه أبو داود والبيهقي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وعَنِ الْحَسَنِ البَصْرِيِّ قَالَ: "إِذَا رَأَتِ الدَّمَ عِنْدَ الطَّلْقِ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، فَهُوَ مِنَ النِّفَاسِ" أخرجه الدارمي في "السنن".

وعَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي قَالَ: "النُّفَسَاءُ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا وَقْتٌ قَعَدَتْ وَقْتَ أَيَّامِ نِسَائِهَا، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَسْنَا نَأْخُذُ بِهَذَا، وَلَكِنَّهَا نُفَسَاءُ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.. وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ" أخرجه محمد بن الحسن في "الآثار".

قال الإمام البغوي في "شرح السنة" (2/ 137، ط. المكتب الإسلامي) في أكثر مدة النفاس: [أما أكثره فأربعون يومًا عند أكثر أهل العلم، قالوا: تدع الصلاة أربعين يومًا إلا أن ترى الطهر قبل ذلك، فإنَّ عليها أن تغسلها وتصلي؛ فإن زاد على الأربعين فلا تدع الصلاة، روي هذا عن عمر، وابن عباس، وأنس رضي الله عنهم، وبه قال سفيان الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق] اهـ.

وقال الإمام علاء الدين الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع" (1/ 41، ط. دار الكتب العلمية): [الكلام في مقداره: فأقله غير مقدر بلا خلاف] اهـ.

وقال الإمام برهان الدين المرغيناني الحنفي في "الهداية" (1/ 35، ط. دار إحياء التراث العربي): [(وأقل النفاس لا حدَّ له) لأنَّ تقدم الولد علم الخروج من الرحم، فأغنى عن امتداد جعل علمًا عليه كما في الحيض (وأكثره: أربعون يومًا)] اهـ.

وقال الإمام فخر الدين الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (1/ 67-68، ط. المطبعة الكبرى الأميرية): [قال رحمه الله: (ولا حدَّ لأقله) أي: لا حدَّ لأقل النفاس؛ لأنَّ تقدُّمَ الولد دليلٌ على أنه مِن الرحم، فلا حاجة إلى أمارة زائدة عليه، وهذا بخلاف الحيض؛ لأنه لم يتقدمه دليل على أنه منه، ودم الرحم يمتد عادة فجعل الامتداد دليلًا على أنه منه] اهـ.

وقال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "البناية" (1/ 690-692، ط. دار الكتب العلمية): [م: (وأقل النفاس لا حدَّ له) ش: وهو قول أكثر أهل العلم.. م: (وأكثره) ش: أي أكثر النفاس م: (أربعون يومًا) ش: وبه قال الثوري، وابن المبارك، وأحمد، وأبو عبيد، وإسحاق بن راهويه، وهو قول أكثر أهل العلم] اهـ.

وقال الإمام علاء الدين الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (1/ 299-300، ط. دار الفكر): [(لا حَدَّ لأقله) إلا إذا احتيج إليه لعدة.. (وأكثره أربعون يومًا) كذا رواه الترمذي وغيره، ولأن أكثره أربعة أمثال أكثر الحيض] اهـ.

وقال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الاستذكار" (1/ 354-355، ط. دار الكتب العلمية): [قال أكثر أهل العلم: أقصى مدة النفاس أربعون يومًا، وروي ذلك عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عباس، وعثمان بن أبي العاصي، وأنس بن مالك، وعائذ بن عمروٍ المزني وأم سلمة زوج النبي عليه السلام، وهؤلاء كلهم صحابة لا مخالف لهم فيه، وبه قال سفيان الثوري، والليث بن سعد، وأبو حنيفة وأصحابه، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وداود.. وليس في مسألة أكثر النفاس موضع للاتباع والتقليد إلا مَن قال بالأربعين؛ فإنهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا مخالف لهم منهم، وسائر الأقوال جاءت عن غيرهم، ولا يجوز عندنا الخلاف عليهم بغيرهم؛ لأن إجماع الصحابة حجة على مَن بعدهم، والنفس تسكن إليهم، فأين المهرب عنهم دون سنة ولا أصل؟! وبالله التوفيق] اهـ.

وقال العلامة جمال الدين الريمي الشافعي في "المعاني البديعة" (1/ 86، ط. دار الكتب العلمية): [عند ابن سريج وأبي علي الطبري الشَّافِعِيّين: أكثره: أربعون يومًا، وبه قال الثَّوْرِيّ، وأبو حَنِيفَةَ، وَأَحْمَد، وإِسْحَاق، واللَّيْث بن سعد، وأبو عبيد، وأكثر الفقهاء، وابن الْمُبَارَك، واختاره الْمُزَنِي] اهـ.

وقال الإمام أبو القاسم الخِرَقي الحنبلي في "المختصر" (ص: 18، ط. دار الصحابة للتراث): [أكثر النفاس: أربعون يومًا، وليس لأقله حد، أيّ وقتٍ رأتِ الطهر اغتسلتْ، وهي طاهر] اهـ.

قال شمس الدين الزركشي الحنبلي في "شرحه على مختصر الخرقي" (1/ 440، ط. دار العبيكان) شارحًا: [هذا هو المذهب المختار والمعروف من الروايات] اهـ.

وقال الإمام علاء الدين المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (1/ 383، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: (وأكثر النفاس: أربعون يومًا) هذا المذهب، وعليه جماهير الأصحاب] اهـ.

حكم الدم الخارج من المرأة بعد أكثر مدة النفاس

أما ما زاد على أكثره وهو أربعون يومًا؛ فإنْ كانت المرأة مبتدأةً ليس لها عادةٌ معروفة رُدَّت إلى أكثر النفاس وهو أربعون يومًا، وما زاد على ذلك فهو استحاضة، بخلاف ما لو كان للمرأة عادةٌ معروفة دون الأربعين فإنها تُردُّ إلى أيام عادتها، فيكون نفاسُها أيامَ عادتها، وما زاد عليها فهو استحاضة.

فعَنْ عَطَاءٍ قَالَ: "إِنْ كَانَ لِلنُّفَسَاءِ عَادَةٌ، وَإِلَّا جَلَسَتْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً" أخرجه الدارمي في "السنن".

قال الإمام برهان الدين المرغيناني في "الهداية" (1/ 35) في الزائد على أكثر النفاس: [(والزائد عليه: استحاضة) لحديث أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي عليه الصلاة والسلام وَقَّتَ للنفساء أربعين يومًا، وهو حجة على الشافعي رحمه الله في اعتبار الستين؛ (فإن جاوز الدم الأربعين وكانت قد ولدت قبل ذلك ولها عادة في النفاس: رُدَّت إلى أيام عادتها) لما بينا في الحيض، (وإن لم تكن لها عادة: فابتداء نفاسها أربعون يومًا)؛ لأنه أمكن جعله نفاسًا] اهـ.

وقال الإمام علاء الدين الحصكفي في "الدر المختار" (1/ 299-300) في الزائد على أكثر النفاس: [(والزائد) على أكثره (استحاضة) لو مبتدأة؛ أما المعتادة: فترد لعادتها] اهـ.

وقال العلَّامة ابن عابدين في "رد المحتار" (1/ 285) محشِّيًا عليه: [(قوله: والزائد على أكثره) أي: في حق المبتدأة، أما المعتادة: فما زاد على عادتها ويجاوز العشرة في الحيض والأربعين في النفاس: يكون استحاضة؛ كما أشار إليه بقوله: أو على العادة إلخ. أما إذا لم يتجاوز الأكثر فيهما: فهو انتقال للعادة فيهما؛ فيكون حيضًا ونفاسًا. رحمتيٌّ] اهـ.

الخلاصة

بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإذا رأت زوجتُك الدمَ لأكثر مِن أربعين يومًا وكانت لها عادة معروفة في النفاس أقل من الأربعين؛ فإنها تُرَدُّ إلى عادتها، ويكون نفاسها قدر عادتها، وما زاد فهو استحاضة، ويلزمها حينئذٍ قضاء ما فاتها مِن الصلاة فيما زاد على عادتها.

أما إذا لم تكن لها عادة معروفة؛ فَإنها تُردُّ إلى أكثر النفاس وهو أربعون يومًا كما سبق بيانه؛ فيكون نفاسها قدر الأربعين يومًا، وما زاد عليها فهو استحاضة، وتغتسل بعد مرور الأربعين يومًا، ومتى ثبت أنها مستحاضة يحلّ لها كلُّ ما حرم عليها بسبب النفاس مِن صلاة وصوم ونحوهما بعد أن تغتسل مِن النفاس، علمًا بأنَّ هذا التقدير خاص بأحكام العبادات مِن الصلاة والصوم ونحوهما، لا بأحكام العدة.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

ما حكم الإشارة بأصبع السبابة اليُمنى وتحريكها في الصلاة

سائل يقول: هناك من يزعم أنه لا يجوز تحريك أصبع السبابة أثناء التشهد في الصلاة، فهل هذا صحيح؟


السؤال عن قراءة التشهد بعد الركعتين الأوليين في الصلاة الثلاثية أو الرباعية، هل تجب قراءته كاملًا؟ وما هي صيغة التشهد؟


ما حكم صلاة الجمعة بأقل من أربعين في زمن الوباء؟

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد..
فإن من نوازل العصر ومتقلبات الأحوال: جائحة كورونا التي أصابت العالم بأسره، أسأل الله تعالى السلامة منه لجميع الناس.
وهذه الأزمة تجعل المتغيرات إلى المرونة والتمسك بيسر الدين الإسلامي وملامح رحمته ومحاسن تشريعه، فيما نقوم به من الطاعات كالجمعة والجماعة والتجمع لأداء العبادات والتباعد في الصفوف، وتقليل عدد التجمع في الأماكن العامة ودور العبادات.
وقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لسيريلانكا والجهات المختصة بمنع التجمع بأكثر من خمسة وعشرين شخصًا في الأماكن العامة ودور العبادات، وفي إطار هذه الأزمة أفتت هيئة الإفتاء التابعة لجمعية علماء سيريلانكا بإقامة الجمعة في أماكن مختلفة، وذلك بناءً على جواز تعدد الجمعة في بلدٍ واحدٍ عند الحاجة في المذهب الشافعي.
ولكن لا يزال العلماء يناقشون مسألة التجمع بأقل من أربعين رجلًا في هذه الحالة الراهنة، علمًا بأن المعتمد في المذهب الشافعي أن الجمعة لا تنعقد إلا بأربعين رجلًا فأكثر، فاختلفت آراء العلماء على اتجاهين:
الاتجاه الأول: الإنكار بإقامة الجمعة بأقل من أربعين رجلًا؛ اعتمادًا على القول الراجح المعتمد في المذهب الشافعي، وتعليلًا بأن العدد غير مكتمل.
الاتجاه الثاني: تنفيذ إقامة الجمعة بالعدد المسموح؛ تعظيمًا لشعائر الله، ومراعاة للمصلحة الدينية.
وبينما هو كذلك قد عثرتُ على مخطوطٍ لعالم جليل وعلم من كبار علماء سيريلانكا، وركن من أركان علم الفلك، ومؤسس الكلية الحسنية العربية الشيخ العلامة عبد الصمد رحمه الله، الذي كان رئيسًا لجمعية علماء سيريلانكا فترة طويلة، وله عدة مؤلفات من المطبوع والمخطوط.
وقد ألف كتابًا في عام 1912م، بخطه وسماه بـ "ضوء الشرعة بعدد الجمعة"، وقد ناقش الأدلة والآراء ورجح القول بأن الجمعة لا تنعقد إلا بأربعين رجلًا فأكثر.
وما حاصله: وإذا كان أهل البلد أقل من الأربعين، فإن كانوا (الشافعية) بأربعة فصاعدًا وأرادوا تقليد الإمام أبي حنيفة في صحة الجمعة بأربعة، فيجوز أن يصلوا الجمعة إن قلدوه تقليدًا صحيحًا؛ بأن يحافظوا كلهم على جميع الشروط المعتبرة عنده، ولكنه تُسنّ إعادتها ظهرًا خروجًا من الخلاف القوي. وإذا أرادوا أن يعملوا باختيار بعض الأئمة الشافعية في صحة الجمعة بدون أربعين وصلوا الجمعة فلا بأس بذلك، ولكن يلزمهم أن يعيدوا الظهر بعدها لوجوب العمل بالراجح، فإن لم يعيدوا الظهر جماعة أو فرادى فينكر عليهم إنكارًا شديدًا.
أطلب من سماحتكم إبداء موقف دار الإفتاء في إعادة الظهر بعد الجمعة: هل هي لازمة إذا عملوا في هذه المسألة على المرجوح في المذهب الشافعي؟ أو هل هي مسنونة إذا قلدوا في هذه المسألة مذهب الحنفية أو المالكية حفاظًا على جميع شروطهم؟ ولكم جزيل الشكر ومن الله حسن الثواب.


ما حكم إفطار طلاب المدارس والجامعات أيام الامتحانات؟ فإنهم سيؤدون بعض الامتحانات هذا العام في أيامٍ من رمضان، ولا بد لهم فيها من بذل الجهد في المذاكرة والتحصيل استعدادًا للامتحان. فهل يُعَدُّ ذلك عذرًا يبيح لهم الفطر شرعًا في هذه الأيام؟


ما حكم عقد نية الصوم قبل دخول الليل؟ فعليَّ قضاء يومٍ من رمضان وقد عَزمتُ على صيامه غدًا، فهل يصح أن أعقد نية الصوم قبل الغروب، أو يشترط لتبييت النية أَنْ تكون واقعة في جزءٍ من ليلة الصوم؟


هل لا بُدّ في صيام الستة أيام من شوال أن تكون متتابعة بعد يوم العيد؟ أو أنَّ هناك سعة في ذلك، ويمكن تفريق صيامها على مدار شهر شوال؟


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 19 أكتوبر 2025 م
الفجر
5 :33
الشروق
6 :59
الظهر
12 : 40
العصر
3:54
المغرب
6 : 20
العشاء
7 :37