01 يناير 2017 م

الجهاد

الجهاد

الجهاد دليل علوِّ الهمة وشرف الأمة، وهو الآلة التي تدافع بها عن عرضها وتزود عن حوضها، فهو للمسلم منتهى أمله وسنام عمله. والجهاد معنًى واسع، يبدأ من منظور ضيق في ساحة الوغى وينتهي إلى بحبوحة المعنى عند ساحة الهوى؛ فحياة المسلم كلها جهاد: في عبادته لله تعالى، وعمارته للأرض، وتزكيته للنفس. أما الجهاد الذي يعني قتال العدو لردع الطغيان ودفع العدوان، فهو المعنيُّ هنا، وهو الذي عليه في هذا الكتاب عملنا، لنعرف الفارق الدقيق بين الجهاد الذي يحيا صاحبه بعد موته، والموت تحت راية عمية فيها مفارقة لجماعة المسلمين وشق لصفهم.

والجهاد حق وفريضة محكمة، لا يملك أحد تعطيله ولا منعه، فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا وعمهم الله بالعذاب، ولكنه إذا تفلَّت من الضوابط الشرعية ولم تطبَّق فيه الأركان والشروط المرعية التي ذكرها علماء الشريعة خرج عن مقصود الشارع وند عن المشروعية، فتارة يصير فسادًا في الأرض وتارة يكون خيانة للعهد، فليس كل قتال جهادًا، وليس كل قتل في الحرب شهادة.

ولهذا قمنا باستقراء فتاوى دار الإفتاء المصرية واخترنا منها عيون الفتاوى التي توضح حقيقة الجهاد في الإسلام وضوابطه وأحكامه وغاياته، ووسائله المشروعة والممنوعة؛ فمن ذلك:
• تعريف حقائق الجهاد وأباطيله
• بين الجهاد والإرهاب وقتل المدنيين
• الاعتداء على مراقد آل البيت والكنائس
• الاغتيالات السياسية
• ثم تعريف بالجامعات الإسلامية المعاصرة ومدى انتمائها إلى الإسلام
ومسائل أخرى متنوعة ما بين:
• اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل
• الخلافة والدولة الإسلامية
• تطبيق الشريعة الإسلامية
• وأخيرًا حقوق الإنسان في الإسلام
• الاستعانة بغير المسلمين
وغيرها من موضوعات تؤسس للحرية والتعددية والاختلاف وقبول الآخر واحترام حقوقه المشروعة، وتفند في الوقت ذاته ما صنعته الأفكار الهدامة من تفريق لوحدة المسلمين ونشر للنعرات الطائفية بينهم تحت ما يسمى الجماعات الدينية.

إن بعض حسني النية قد يظنون أن البابية لا تختلف مع الإسلام ولا تتعارض معه، ودليل قناعتهم أنهم يعرفون أناسًا دخلوا في الإسلام بفضل مجهودات البابيين، وأن البابية لها نشاط واسع وأن أتباعها كانوا ينشرون الإسلام في أمريكا الشمالية وفي أوربا. ولكن الحقيقة أن البابيين، أو البهائيين كما شاع عنهم، يتخفون في صورة المسلمين الملتزمين، وهم في الحقيقة معادون للإسلام وإن تصفح كتب البابيين تؤكد أن المذهب البابي يتعارض مع الدين الإسلامي، بل يضاده في أصوله وفروعه.


تقوم الأديان والحضارات بل والحركات الإصلاحية من سالف الزمان إلى يوم الناس هذا، بسواعد الشباب ووقود هممهم وعصارة أعمالهم، ولا يعرف دورهم في بناء الحضارة إلا من أوتي حكمًا؛ وقد خاطب الزهري الشباب فقال: لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الشبان فاستشارهم؛ يبتغي حدة عقولهم.


لم يدعِ الشرع الحنيف حالًا يتلبس فيها المسلم تخالف مستقر حياته ومعتاد معاشه إلا وأصَّل لها وفصَّل حكمها؛ حتى لا تفضي به متغيرات الزمان والمكان إلى الحرج والمشقة، وهما من أسباب جلب التيسير الذي هو مقصود الشارع الحكيم.


المتابع لأولويات الشريعة والملاحظ لمقاصدها التي يتغياها الشارع يقف بغير كد على مكانة المجتمع من التشريع، وأن صلاحه هو المقصد من وراء إصلاح المعاملات، وتقوية أواصره هي الغاية من الحث على التراحم بين أفراده، حتى إن الحدود -الزواجر في أحد شقي فلسفتها- مرادها حماية المجتمع من تفشي الأمراض الاجتماعية التي تضعف بنيته وتوهي روابطه. والأسرة هي الوحدة الصغرى من وحدات بناء المجتمع، وهي الأساس الذي كلما كان متينًا في مواجهة


الاختيار الفقهي هو اجتهاد الفقيه لمعرفة الحكم الشرعي الصحيح في المسائل المختلف فيها، وترجيح الفقيه قولًا من أقوال الأئمة أصحاب المذاهب. والسبب الذي يؤدي بالفقيه إلى ترجيح رأي أو تبني مذهب يتقاطع مع أسباب الاجتهاد، كما يتعلق تعلقًا كبيرًا بباب التعارض والترجيح من أبواب الأصول. والاجتهاد الفقهي عند النوازل يعني إعطاء الحكم الشرعي في واقعة مستجدة وملحة، سواء أكانت دينية أم سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية تستدعي حكما شرعيًّا، تستهدي به نفوس السائلين ويزايلهم ما


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 03 يوليو 2025 م
الفجر
4 :13
الشروق
5 :58
الظهر
12 : 59
العصر
4:35
المغرب
8 : 0
العشاء
9 :33