01 يناير 2017 م

فتاوى الشباب

فتاوى الشباب

تقوم الأديان والحضارات بل والحركات الإصلاحية من سالف الزمان إلى يوم الناس هذا، بسواعد الشباب ووقود هممهم وعصارة أعمالهم، ولا يعرف دورهم في بناء الحضارة إلا من أوتي حكمًا؛ وقد خاطب الزهري الشباب فقال: لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم؛ فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الشبان فاستشارهم؛ يبتغي حدة عقولهم.

وصية عالم بدواخل النفوس، وثوابت الاجتماع، وأسس العمران، كما هو عالِم بروح الشريعة ومقاصدها، يُطلب عند الشباب ثمرة عقلهم، التي تكون أطيب ما تكون عندهم، خاصة إذا أُنشئوا فأُحسن القيامُ بتنشئتهم ورُبُّوا فقامت تربيتهم من خلال أحكام الدين وشرائعه وفق منهج معتدل صحيح، يدعو إلى تعزيز روح الإيمان والأخلاق الحسنة في النفوس.

وانطلاقًا من منهج التربية على أساس شرعي سليم ومنهاج نبوي قويم، تقدم دار الإفتاء هذا الكتاب هاديًّا ومرشدًا، يأخذ بيد شبابنا إلى معرفة مراد الشريعة بهم، وبدورهم في بناء حضارة هذا الدين التي لا تقوم إلا بسواعدهم الفتية وعقولهم الألمعية؛ وقد رتبت لذلك هذا العمل الهادف إلى حسن التنشئة ترتيبًا مقصودًا عن طريق تعريف الشباب أولًا:

أحكام العبادات؛ من وضوء وغسل وطهارة، وأحكام الصلاة وعقوبة تركها... إلى معرفة أحكام الصيام والزكاة وأنواعها.

أحكام الأحوال الشخصية؛ من زواج ومهر وشبكة وهدايا وأحكام كل ذلك حال الطلاق... إلى حدود التعامل بين الزوجين، وأنواع الزواج، وحدود العلاقة بين الزوجين، وطاعة الزوجة لزوجها، وتضييق الزوج على زوجته، ومعايرتها بذنبها، وسفرها مع زوجها أو من دونه...

أحكام اللباس والزينة؛ ما هيئة لباس المرأة الشرعي وما حدود زينتها، وعمليات التحويل الجنسي... إلى حكم النقاب واللحية ولبس الباروكة وتطويل الشعر للرجال، وعمل الكوافير.

أحكام المعاملات؛ من تجارة وتأمين ومعاملات بنكية وقروض.
ثم أسئلة متنوعة تمس كل شاب وتتداخل في حياته عملا وعبادة؛ كسلام الصغير على الكبير، وتعاطي المخدرات والتدخين والغش، إلى ختان الإناث وجراحات التجميل والاحتفال بعيد الحب والشذوذ الجنسي ومشاهدة الأفلام الإباحية... إلى تعليم البنات ودروس النساء بالمساجد، وحدود العلاقة بين الأولاد والبنات وعمل المرأة.

فهلموا أيها الشباب إلى معين ثرٍّ يحوي نخبة من فتاوى دار الإفتاء المصرية لما يشغل أذهانكم؛ لعل روح الحضارة تسري من أرواحكم لتعيد إلى هذا الإسلام سالف عهده وتالد مجده.
 

الجهاد دليل علوِّ الهمة وشرف الأمة، وهو الآلة التي تدافع بها عن عرضها وتزود عن حوضها، فهو للمسلم منتهى أمله وسنام عمله. والجهاد معنًى واسع، يبدأ من منظور ضيق في ساحة الوغى وينتهي إلى بحبوحة المعنى عند ساحة الهوى؛ فحياة المسلم كلها جهاد: في عبادته لله تعالى، وعمارته للأرض، وتزكيته للنفس. أما الجهاد الذي يعني قتال العدو لردع الطغيان ودفع العدوان، فهو المعنيُّ هنا، وهو الذي عليه في هذا الكتاب عملنا، لنعرف الفارق الدقيق بين الجهاد الذي يحيا صاحبه بعد موته، والموت تحت راية عمية فيها مفارقة لجماعة المسلمين وشق لصفهم.


لم يدعِ الشرع الحنيف حالًا يتلبس فيها المسلم تخالف مستقر حياته ومعتاد معاشه إلا وأصَّل لها وفصَّل حكمها؛ حتى لا تفضي به متغيرات الزمان والمكان إلى الحرج والمشقة، وهما من أسباب جلب التيسير الذي هو مقصود الشارع الحكيم.


عمارة الإسلام تقوم على بنيان مرصوص من العبادات تشد بعضها بعضًا، فمن بين عبادات فردية قائمة بين العبد وربه كالصلاة والصيام، إلى عبادات جمعية تمس المجتمع وتؤثر فيه كالزكاة وشهود الجماعات في الجمع والأعياد؛ ما يحافظ على هيكله الاقتصادي ويحفظ هويته وقيمه وتاريخه الاجتماعي. والحج والعمرة عبادة شاملة تحوي معاني العبادات الفردية والجماعية، وتؤدي أغراضها الاقتصادية والاجتماعية؛ ففيها التلبية بتوحيد الله، واقتباس المناسك عن الرسول الكريم، وهذا تحقيق للشهادة بفرعيها، وفيها الطواف والدعاء الذي هو روح الصلاة، وفيها بذل المال وإطعام الطعام الذي هو لب الزكاة، وفيها ضبط النفس والإمساك عن الرفث والفسوق والجدال بما يمثل جوهر عبادة الصيام، ثم فيها من المشقة والتعرض لمخاطر السفر ما يذكر بالجهاد في سبيل الله ... عبادة هذا شأنها هي عبادة جليلة الشأن عظيمة المقام، ينبغي للمسلم أن يظل حريصًا على أدائها متى توافرت لديه شروطها، فإذا ما تحققت فيه الشروط، المعروضة في ثنايا هذا الكتاب، لزمته معرفة الآداب التي ينبغي عليه أن يتحلى بها ـمعتمرًا كان أم حاجًّا، رجلًا كان أم امرأة.


إن بعض حسني النية قد يظنون أن البابية لا تختلف مع الإسلام ولا تتعارض معه، ودليل قناعتهم أنهم يعرفون أناسًا دخلوا في الإسلام بفضل مجهودات البابيين، وأن البابية لها نشاط واسع وأن أتباعها كانوا ينشرون الإسلام في أمريكا الشمالية وفي أوربا. ولكن الحقيقة أن البابيين، أو البهائيين كما شاع عنهم، يتخفون في صورة المسلمين الملتزمين، وهم في الحقيقة معادون للإسلام وإن تصفح كتب البابيين تؤكد أن المذهب البابي يتعارض مع الدين الإسلامي، بل يضاده في أصوله وفروعه.


المرأة في منظور الإسلام شقيقة الرجل في حمل الأمانة الإلهية ونظيرته في القيام بالتكاليف الشرعية، عليها ما عليه من الواجبات، ولها ما له من حقوق، فلا يتفضل عليها الرجل بزيادة تشريف بل بمحض تكليف؛ هو واجب الإنفاق نظير فضل القوة والقدرة على السعي. وهذا الفضل الممنوح للرجل يقابله بالضرورة زيادة في الواجب المنوط به، فكل زيادة في الصلاحية تقابلها زيادة في المسئولية طبعًا وشرعًا. ذلك، وقد وزعت الأدوار بينهما بالعدل الذي لا يعني بالضرورة المساواة، ولكن يراعي التناسق الدقيق بين الوظيفة والقدرة الجبلِّيَّة التي تساعد على أدائها أحسن ما يكون الأداء.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 02 مايو 2025 م
الفجر
4 :36
الشروق
6 :11
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 33
العشاء
8 :58