بيان معنى قوله سبحانه ﴿إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾

تاريخ الفتوى: 28 نوفمبر 1993 م
رقم الفتوى: 6624
من فتاوى: فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي
التصنيف: عام
بيان معنى قوله سبحانه ﴿إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾

سائل يقول: ما المراد بالأولية في قوله سبحانه وتعالى: ﴿إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾؟ وما تفسير الآيات البينات فيه؟

لقد زادت شريعة الإسلام في تكريم البيت الحرام وتشريفه بأن جعلت الحجّ إليه فريضة على كلّ مستطيع لها، وفي سورة آل عمران آيتان كريمتان دلتا دلالة واضحة على أفضلية المسجد الحرام على غيره من المساجد وعلى الأمان التامّ لمَن احتمى به، وهاتان الآيتان هما قوله تعالى: ﴿إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وللهِ علَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96-97]، والمراد بالأولية في قوله تعالى: ﴿إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ﴾ أنه أول بيت وضعه الله تعالى لعبادته في الأرض و"بَكَّة" لغة في مكة عند الأكثرين، والمعنى: إنَّ أول بيت وضعه الله سبحانه وتعالى للناس في الأرض ليكون متعبدًا لهم وهو البيت الحرام الذي بمكة؛ حيث يزدحم الناس أثناء طوافهم من حوله، وقد أتوا إليه ماشين على أقدامهم أو راكبين على رواحلهم من كل فجٍّ عميق؛ ليشهدوا منافع لهم، ثم مدح الله سبحانه وتعالى بيته بكونه مباركًا، أي: كثير الخير دائمه، من البركة وهي النماء والزيادة والدوام، أي: إنَّ هذا البيت كثير الخير والنفع لمن حجَّه أو اعتمره أو اعتكف فيه أو طاف حوله بسبب مضاعفة الأجر وإجابة الدعاء وتكفير الذنوب لمَن قصده بإيمان وإخلاص وطاعة الله رب العالمين، وإن هذا البيت في الوقت ذاته وفير البركات المادية والمعنوية، فمن بركاته المادية قدوم الناس إليه من مشارق الأرض ومن مغاربها ومعهم خيرات الأرض يقدمونها على سبيل تبادل المنفعة تارة، وعلى سبيل الصدقة تارة أخرى، ومن بركاته المعنوية أنه أكبر مكان لأكبر عبادة جامعة للمسلمين وهي فريضة الحج وإليه يتجه المسلمون في صلاتهم على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأماكنهم فيجدون في رحابه الأمان والاطمئنان، ثم مدحه ثانيًا بأنه: ﴿هُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾ أي: هو بذاته مصدر هداية للعالمين؛ لأنه قبلتهم ومتعبدهم وفي استقباله توجيه للقلوب والعقول إلى الخير وإلى ما يوصلهم إلى رضا الله وجنته، ثم مدحه ثالثًا بقوله: ﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾ أي: فيه علامات ظاهرات ودلائل واضحات تدلُّ على شرف منزلته وعلو مكانته، ثم بيَّن سبحانه بعض هذه الآيات الدالة على عظمته وشرفه فقال: ﴿مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾؛ فالعلامة الأولى الدالة على عظم وشرف المسجد الحرام: ﴿مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ﴾ أي: المقام المعروف بهذا الاسم، وهو الموضع الذي كان يقوم فيه إبراهيم تجاه الكعبة؛ لعبادة الله تعالى، ولإتمام بناء الكعبة، والعلامة الثانية التي تدلّ على فضل هذا البيت وشرفه بيَّنها سبحانه في قوله: ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا﴾ أي: ومَن التجأ إليه أمن من التعرض له بالأذى أو القتل.

ولا شك أنَّ في أمن مَن دخل هذا البيت أكبر آية على تعظيمه وعلى علو مكانته عند الله.

والله سبحانه وتعالى أعلم.

هل يجوز الاستعانة والاستغاثة بغير الله تعالى؟ فهناك من يدَّعي أنَّ ذلك يُعدُّ من الشرك بالله.


ما معنى الصعود لله في قوله تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾؟ وهل يفيد إثبات جهة معينة لله تعالى؟


ما المراد بالمحو والإثبات في قوله تعالى: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ﴾ [الرعد: 39]؟


جاء لفظ "المشرق" ولفظ "المغرب" في القرآن الكريم مرةً بصيغة الإفراد، وأخرى بالتثنية، وثالثة بالجمع، فما بيان ذلك على كلّ حال؟


سائل يسأل عن المراد من قول الحق سبحانه: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾؟ ومَن هم أولي الأمر في الآية الكريمة؟


نرجو منكم بيان ما ورد في الشرع الشريف من نصوص تحث على إحسان الظن بالمؤمنين وغيرهم.


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 01 مايو 2025 م
الفجر
4 :37
الشروق
6 :12
الظهر
12 : 52
العصر
4:29
المغرب
7 : 33
العشاء
8 :57