ما سنن الطواف وآدابه؟
للطواف سُننٌ وآدابٌ -اختلف الفقهاء في بعضها- والتي منها: تقبيلُ الحجر الأسود قبل الشروع فيه، واضطباع الرداء للرجال، والاقتراب من البيت والمشي في الطواف، ومن السنن أن يدع الكلام إلا لحاجة، وسُن للطائف الدعاء بما يحب من طلب عافية وعلم وتوفيق وسعة رزق، ويُسن للرجل أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى، ويختص الرمل بطواف القدوم أو بطواف يعقبه سعي -على خلاف بين الفقهاء-، ومن السنن أن يصلي بعده ركعتين خلف المقام إن استطاع، ومن آداب الطواف أن يكون في طوافه خاشعًا خاضعًا متذللًا حاضر القلب ملازم الأدب بظاهره وباطنه وفي حركته ونظره وهيئته.
المحتويات
الطواف: هو الاستدارة بالبيت الحرام، والمطاف موضع الطواف، والطائف هو مَن يقوم بالطواف، وقد شرع الله تعالى الطواف بالبيت للقادم إلى مكة؛ إظهارًا لاحترام العبد لبيت الله الحرام، وتميزًا له عن غيره؛ لأنَّ الطواف تحية البيت الحرام، فالقادم إلى مكة ينبغي له أن يلقي التحية والسلام عند دخوله وعند خروجه؛ ولذلك شرع طواف الوداع. ينظر: "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" للفيومي (2/ 380، ط. المكتبة العلمية)، و"الذخيرة" للقرافي (3/ 235، ط. دار الغرب الإسلامي).
وفي الحج ثلاثة أطواف: طواف القدوم، وطواف الإفاضة، وطواف الوداع، وللعمرة طواف واحد يسمَّى طواف الفرض وطواف الركن. ينظر: "المجموع شرح المهذب" للإمام النووي الشافعي (8/ 11، ط. دار الفكر).
فأمَّا طواف القدوم فهو أول ما يبدأ به المحرم عند دخول مكة؛ لما رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: "أن أول شيء بدأ به -رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- حين قدم مكة أنه توضأ، ثم طاف بالبيت، ثم حج".
وأمَّا طواف الإفاضة: فهو المذكور في قوله تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29].
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (12/ 50، ط. دار الكتب المصرية): [الطواف المذكور في هذه الآية هو طواف الإفاضة الذي هو من واجبات الحج. قال الطبري: لا خلاف بين المتأولين في ذلك] اهـ.
وأمَّا طواف الوداع فهو آخر ما يفعله المحرم قبل مغادرة مكة بعد الانتهاء من جميع المناسك.
ومحل طواف القدوم أول وصول المحرم مكة، ومحل طواف الإفاضة بعد وقوفه بعرفة، ومحل طواف الوداع عند إرادة السفر من مكة بعد قضاء مناسكه كلها. ينظر: "المجموع شرح المهذب" للإمام النووي (8/ 12).
من السنن التي وردت في الطواف -وإن اختلف الفقهاء في بعضها-: تقبيلُ الحجر الأسود قبل الشروع فيه، مع التكبير ووضع جبهته عليه، فإن عجز عن التقبيل استلمه بوضع يده عليه، فإن عجز أشار بيده، ويراعي ذلك في كلِّ طوفة.
ومن السنن: اضطباع الرداء للرجال، وهو جعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن وطرفيه على الأيسر، ومن السنن: أن يقترب من البيت، وأن يمشي في الطواف، ومن السنن: استلام الركن اليماني باليد في أول شوط بأن يضع يده اليمنى عليه، ويضعها على فيه، ومن السنن: أن يدع الكلام إلَّا لحاجة.
ويُسَن للطائف الدعاء بما يحب مِن طلب عافية وعلم وتوفيق وسعة رزق، وأن يقول أول طوافه: "بسم الله والله أكبر، اللهم إيمانًا بك وتصديقًا بكتابك ووفاءً بعهدك، واتباعًا لسُنَة نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم".
وليقل قبالة الباب: "اللهم إن البيت بيتك، والحرم حرمك، والأمن أمنك، وهذا مقام العائذ بك من النار". وبين اليمانيين: "اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار".
ويُسَن أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى: بأن يسرع مشيه مقاربًا خطاه ويمشي في الباقي، ولا ترمل المرأة، ويختص الرَّمَل بطواف القدوم أو بطواف يعقبه سعي -على خلاف بين الفقهاء-، وليقل فيه: "اللهم اجعله حجًّا مبرورًا، وذنبًا مغفورًا، وسعيًا مشكورًا".
ومن السنن: أن يصلي بعده ركعتين خلف المقام، يقرأ في الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (الإخلاص)، ويجهر ليلًا.
من آداب الطواف: أن يكون في طوافه خاشعًا خاضعًا متذللًا حاضر القلب ملازم الأدب بظاهره وباطنه وفي حركته ونظره وهيئته. ينظر بتصرف: "البناية شرح الهداية" لبدر الدين العَيْني الحنفي (4/ 191، ط. دار الكتب العلمية)، و"حاشية الصاوي المالكي على الشرح الصغير" (2/ 48، ط. دار المعارف)، و"مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" للخطيب الشربيني الشافعي (2/ 246، ط. دار الكتب العلميَّة)، و"المغني" لابن قدامة الحنبلي (3/ 339، ط. مكتبة القاهرة).
بناءً على ما سبق: فإنَّ للطواف سُننًا وآدابًا -اختلف الفقهاء في بعضها- منها: تقبيلُ الحجر الأسود قبل الشروع فيه، واضطباع الرداء للرجال، والاقتراب من البيت والمشي في الطواف، ومن السنن أن يدع الكلام إلا لحاجة، وسُن للطائف الدعاء بما يحب من طلب عافية وعلم وتوفيق وسعة رزق، ويُسن للرجل أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى، ويختص الرمل بطواف القدوم أو بطواف يعقبه سعي -على خلاف بين الفقهاء-، ومن السنن أن يصلي بعده ركعتين خلف المقام إن استطاع، ومن آداب الطواف أن يكون في طوافه خاشعًا خاضعًا متذللًا حاضر القلب ملازم الأدب بظاهره وباطنه وفي حركته ونظره وهيئته.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
ما حكم الحج عن الابن المتوفى وهبة أعمال البر له؟ لأن امرأة تريدُ أن تَحُجَّ عن ابنها المُتَوفَّى في حادث، وكان قد سبق لها الحج، وتبرع والد المُتوفّى بنفقة الحج؛ لأنه كان طالبًا ولم يكن له مال خاص، كما تريد هذه المرأة أن تصطحب معها ابنتها البالغة من العمر ستة عشر عامًا، وقد تبرع لها والدها بنفقات الحج أيضًا؛ لأنها ما زالت طالبة، فهل يصحُّ حجّهما؟ وإذا كُتِبَ لها الحج عن ابنها، فما الذي يجب عليها عمله اعتبارًا من نية الحج إلى الانتهاء منه؟ وهل إذا صلَّت في الحرمين الشريفين بمكة والمدينة المنورة أن تُصَلي لابنها الصلوات المفروضة؟ وهل يجوز أن تؤدي العمرة عن نفسها بعد أداء الحج عن الابن المتوفى؟
هل يجوز لأصحاب الأعذار وكبار السن والأمراض المزمنة الإقامة بمكة المكرمة أيام المبيت بمنى (أيام التشريق)؟ ولكم خالص الشكر والتحية.
نرجو منكم بيان الحكم الشرعي لما يفعله بعض الحجاج والمعتمرين من كثرة الانشغال بالتصوير خلال أداء مناسك الحج والعمرة؛ حيث إن هناك بعض الزائرين لهذه البقاع الطاهرة لأداء المناسك يُكثر من التصوير بهواتفهم بشكل فوق المعتاد كلَّما مرّوا على أحد المشاعر والأماكن المقدسة، وهذا قد يؤدي إلى تعطيل الفوج عن أداء المناسك في الوقت المطلوب، ويسبِّب أيضًا حرجًا للبعض من كبار السن والعجزة، فلمَّا طُلب منهم التخفيف من كثرة التصوير، فكان رد أحدهم عليَّ بأنه حريص على التقاط صور تذكارية مع المشاعر والأماكن المقدسة، واستمروا في ذلك حتى بلغ الأمر مسؤول تنظيم الرحلة، وهو بدوره تضجَّر من ذلك الفعل؛ لأنه يعطله أيضًا عن عمله ومهمته بسبب تأخر حركتنا، فما حكم الشرع في ذلك؟
ما حكم قطع الطواف للصلاة المكتوبة؟ حيث إذا أقيمت الصلاة وأنا في الطواف؛ فهل يشرع لي قطعه، أو أتمه ثم أصلي؟ وإذا كان يشرع لي أن أقطعه ثم انتهت الصلاة، فهل يتم من المكان الذي قطعت فيه الطواف، أو أبتدئ الشوط المقطوع من أوله؟
ما حكم تقديم طواف الإفاضة على الرمي في حج التمتع؟ فهناك بعثة حجَّاج تعزم أن يكون خط سيرها المقترح في الحج: من القاهرة، إلى مطار جدة، ثم إلى مكة، ثم إلى عرفات، ثم إلى المزدلفة، ثم إلى مكة، ثم إلى منًى، ثم إلى مكة؛ بحيث يتم التوجُّه من المزدلفة إلى مكة مباشرة وأداء طواف الإفاضة وسعي الحج ثم التحلل الأكبر، ثم التوجه بعد ذلك إلى منًى ورمي جمرة العقبة الكبرى، فهل هذا جائزٌ في حجِّ التَّمتُّع، أم أنه يتعيَّن التوجُّه من مزدلفة إلى منًى لِرَمي جمرة العقبة الكبرى قبل التحلُّل الأكبر؟
هناك بعض المناسك في الحج يبدأ وقتها بنصف الليل، فكيف يتم حساب منتصف الليل في الحج حتى تقع أعمال المناسك صحيحة؟