01 يناير 2017 م

سبب دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وتخفي المسلمين حال عبادتهم ربَّهم تبارك وتعالى

سبب دخول النبي صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وتخفي المسلمين حال عبادتهم ربَّهم تبارك وتعالى

دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم يعبد الله تعالى فيها، ودخل معه جماعة حتى تكامل المسلمون أربعين رجلًا، وكان آخرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما تكاملوا أربعين رجلًا خرجوا، ولما ولما أسلم عمر قال: يا رسول الله عَلَامَ نخفي ديننا ونحن على الحقِّ، ويظهر دينهم وهم على الباطل؟ فقال: «يا عمر إنا قليل». فقال عمر: فو الذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا أظهرت فيه الإيمان.

روى الحافظ أبو الحسن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: لمّا اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكانوا ثمانية وثلاثين رجلًا، ألحَّ أبو بكر رضي الله تعالى عنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم في الظهور، فقال: «يا أبا بكر إنا قليل». فلم يزل أبو بكر يلحُّ حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، وتفرَّق المسلمون في نواحي المسجد كلُّ رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس؛ فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وثار المشركون على أبي بكر رضي الله عنه وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووُطِئ أبو بكر رضي الله عنه، وضرب ضربًا شديدا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ويحرِّقهما لوجهه من على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكُّون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلنَّ عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلِّمون أبا بكر حتى أجاب فتكلم في آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فمسُّوا منه بألسنتهم وعذلوه وقالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه. فلما خلت به ألحَّت عليه وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت: والله ما لي علم بصاحبك. فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه. فخرجت حتى جاءت أمَّ جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله. فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك. فقالت: نعم. فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا دنفًا؛ فدنت أمُّ جميل وأعلنت بالصياح وقالت: والله إنَّ قومًا نالوا هذا منك لأهل فسق وكفر وإني لأرجو أن ينتقم الله منهم. قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قالت: هذه أمك تسمع. قال: "فلا شيء عليك منها". قالت: "سالم صالح". قال: "فأين هو"؟ قالت: "في دار الأرقم". قال: "فإن للَّه عليَّ أن لا أذوق طعامًا ولا أشرب شرابًا حتى آتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم"، فأمهلنا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس؛ خرجنا به يتكئ عليَّ؛ حتى أدخلناه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم؛ فأكبَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم يقبِّله وأكبَّ عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم رقة شديدة، فقال أبو بكر: "بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الناس من وجهي، وهذه أمي برَّة بولدها وأنت مبارك، فعسى الله أن يستنقذها بك من النار". فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ودعاها إلى الله فأسلمت.

وأقاموا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم في الدار شهرًا وهم تسعة وثلاثون رجلًا، وقد كان حمزة بن عبد المطلب أسلم يوم ضُرب أبو بكر.

ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أو لأبي جهل بن هشام، فأصبح عمر وكانت الدعوة يوم الأربعاء؛ فأسلم عمر يوم الخميس؛ فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت تكبيرة سمعت بأعلى مكة، فقام عمر فقال: يا رسول الله علام نخفي ديننا فذكر نحو ما سبق. (من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي: ص126).

وذكر إسلام عمر هنا غريب، والصحيح أنه أسلم بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة .

قال ابن إسحاق: ودخل الناس أرسالًا الرجال والنساء في دين الله، حتى فشا الإسلام بمكة وُتُحدِّثَ به. وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلَّوا ذهبوا في الشِّعاب واستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم في شعب من شعاب مكة إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلُّون فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم، فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلًا من المشركين بِلَحْيِ بعير فشجَّه، وكان أول دم أهريق في الإسلام.

"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت942هـ): (2/ 319-320).

 

- مدخلُ رسول الله ﷺ -سيرتُه في بيته-: يقول الإمام الحسين بن علي رضى الله عنهما: "سألت أبي عن مدخل رسول الله عليه الصلاة والسلام -سيرته في بيته-"؟ فقال: "كان دخوله عليه الصلاة والسلام لنفسه مأذونٌ له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزَّأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله عز وجل، وجزء لأهله، وجزء لنفسه، ثم قسَّم جُزأَه بينه وبين الناس فيرُدّ بالخاصة على العامة، ولا يدّخر عنهم شيئًا. فكان من سيرته في جزءِ الأُمَّةِ إيثار أهل الفضل بإذنه، وقَسَّمه على قدر فضلهم في الدين؛ فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج؛ فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمَّة من مسألته عنهم، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقول عليه الصلاة والسلام : «ليبلِّغ الشاهدُ منكم الغائب، وأبلغونا حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته فإنه من أبلغ سُلطانًا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبَّتَ اللهُ قدميه يوم القيامة»، لا يُذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبلُ من أحد غيره، يدخلون عليه رُوادًا، ولا يفترقون إلا عن ذواقٍ، ويخرجون أدلةً -يعني فقهاء-" رواه الترمذي.


كان التحدث بأمر النبوة والدعوة إلى الإسلام في بَدءِ أمرِه يتمُّ في إطارٍ محدودٍ، حتى لا يقاومَها الأعداءُ وهي لم تزلْ في مهدِها، ثمَّ تغيَّر الحالُ بعدَ ثلاثة أعوامٍ مِن بَدء الوحي، حينما نزل قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: 94]؛


بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستجيب لأمر الله بدعوة الخلق إلى عبادة الله وحده، ونبذ عبادة الأصنام، ولكنه كان في بداية الأمر يستر أمر النبوة ويدعو إلى الإسلام في السر؛ حذرًا من وقع المفاجأة على قريش التي كانت متعصبةً لشركها، ووثنيتها، فلم يكن عليه الصلاة والسلام يظهر الدعوة في المجالس العمومية لقريش، ولم يكن يدعو إلا من كانت تشده إليه قرابةٌ أو معرفةٌ سابقة. ولقد استمر الأمر هكذا لمدة ثلاث سنين، وكان أبو بكر رضي الله عنه، أيضًا يدعو مَن يثق به من قومه.


أولًا: حلف الفضول أو حلف المطيبين وقصة هذا الحلف أن رجلًا من قبيلة زبيد وقف يستغيث بأهل مكة؛ لأنه كانت بينه وبين رجل من قريش اسمه العاص بن وائل السهمي معاملة تجارية وكان العاص ذا منعة وقوة، فأخذ العاص البضاعة من الزبيدي ورفض أن يُعطيه ثمنها فوقف الرجل على جبل أبي قبيس وأخذ يصرخ


هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. كان جدُّه عبد المطلب بن هاشم سيدَ قريش، وأوسم الناس وأجملهم وأعظمهم، وكان يطعم الناس، وحَفَرَ بئرَ زمزم، وتولَّى سقاية ورفادة الحجاج، وله الموقف المشهور مع أبرهة حين أتى يهدم الكعبة، فطلب منه أن يرد عليه مائتي بعير كان قد أخذها منه في حملته للهدم، فتعجب أبرهة من طلبه، وقال له: "أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك، وتترك بيتًا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه، لا تكلمني فيه!" قال له عبد المطلب: "إني أنا رب الإبل، وإن للبيت ربًّا سيمنعه".


مَواقِيتُ الصَّـــلاة

القاهرة · 31 يوليو 2025 م
الفجر
4 :35
الشروق
6 :13
الظهر
1 : 1
العصر
4:38
المغرب
7 : 49
العشاء
9 :16